لاحتلال في كامل البشاعة : قامت قوات من الجيش الإسرائيلي في اجتياح مكاتب ستة مؤسسات حقوق إنسان فلسطينية، مستغلة بذلك قوتها العسكرية من أجل إسكات الأصوات التي تندد بممارسات الاحتلال.
قامت هذا المساء قوات من الجيش الاسرائيلي في اجتياح مكاتب ستة مؤسسات حقوق إنسان فلسطينية، وقامت بمصادرة معدات ومستندات، وإغلاق مكاتبها. إن هذه الخطوات لا تفاجأنا. خصوصاً انها تأتي بعد نصف عام من اعلان وزير الأمن الاسرائيلي على المؤسسات الستة، أنها منظمات غير قانونية بادعاء انها تدعم الارهاب، وذلك بدون عرض اي ادلة او مستندات تدعم هذه الاتهامات الخطيرة.
أن الإعلان عن المؤسسات الستة كمؤسسات داعمة للإرهاب لاقت انتقادات واسعة من قبل منظمات حقوق إنسان عالمية، ومن دول صديقة التي لم تقنعها الأدلة التي قدمتها إسرائيل لإثبات هذه الاتهامات الخطيرة. كما أن المجتمع الدولي صرح في ضرورة الاستمرار في دعم هذه المؤسسات، كونها تقوم بدور مهم في حماية حقوق الانسان، وتوثيق ممارسات الاحتلال.
أن اجتياح مكاتب المؤسسات الستة، يشكل تصعيداً خطيراً في السياسات الإسرائيلية لتضييق الفضاء المدني، وعرقلة عمل مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني. سيكون لهذه الخطوة مآلات خطيرة على عمل المؤسسات الستة، كما أنها تؤثر سلباً على المجتمع الفلسطيني ككل. إن اتهام مؤسسات حقوق إنسان بدعم الإرهاب، وإغلاقها بقوة عسكرية، من دون أي إجراء قانوني أو قضائي يشكل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان والقانون الدولي. ويثير الشكوك حول الادعاءات الإسرائيلية حول محاربة الإرهاب.
إذا ما قوبلت هذه الخطوات الخطيرة بصمت جماهيري، ما الذي يمنع السلطات الإسرائيلية من اتهام أي منظمات حقوق إنسان -إسرائيلية او فلسطينية- في دعم الارهاب وإغلاقها ومصادرة ممتلكاتها، من دون عرض أي أدلة ؟
إن لهذه الخطوة سيكون انعكاسات خطيرة على عمل منظمات المجتمع الأهلي عامةً، ومؤسسات حقوق الإنسان التي تعمل على توثيق انتهاكات الاحتلال، وانتقاد ممارسات الحكومة الإسرائيلية من الاستمرار في عملها.
שתפו את הכתבה